في زمن الانفجار المعلوماتي وتعدد المنصات الإعلامية، تبرز الحاجة المُلحة إلى التمسك بأخلاقيات الصحافة المهنية، التي تقوم على الدقة، والحياد، والموضوعية، والاحترام العميق لعقل الجمهور. فقد أصبح كل فرد اليوم مصدرًا محتملاً للخبر، ولكن ليس كل من ينقل الخبر صحفيًا محترفًا.
الصحافة المهنية لا تُقاس بعدد المتابعين أو سرعة النشر، بل تُقاس بالمصداقية، والبحث عن الحقيقة، وخدمة الصالح العام. فهي ليست أداة للتهويل أو الإثارة أو التشويه، بل وسيلة لصنع الوعي، ومراقبة السلطة، وتمكين المواطن من الفهم واتخاذ القرار.
المهني الحقيقي في الصحافة هو من يلتزم بالتحقق من المعلومات قبل نشرها، ويُفرّق بين الرأي والخبر، ويُدرك أثر كلماته في الرأي العام، ولا يلهث خلف السبق الإعلامي على حساب الحقيقة.
إن تحصين الصحافة بالمهنية لا يعني التقييد، بل هو تحريرٌ حقيقي للرسالة الإعلامية من الاستغلال والسطحية، ووضعها في مكانها الطبيعي كركيزة للديمقراطية، وحصن للمجتمع من الفوضى والتضليل.
في ظل هذا المشهد الإعلامي المتغير، أدعو طلبة الإعلام وزملائي الصحفيين إلى التمسك بأخلاقيات المهنة، وأن يكونوا صوتًا مسؤولًا يُعلي قيمة الكلمة، ويُعيد للصحافة هيبتها كمرآة للحقائق لا مرآة للرغبات